السلام عليكم
أعمال تـــنير الوجه يوم القيامة
: ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ ا...سْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ . وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) آل عمران/106-107 ...
1-- طاعة الله تعالى نور يضيء باطن العبد وظاهره، وذلك من نور الله الذي ملأ السماوات والأرض ، فقد أحب سبحانه الخير والعبادة والاستقامة ، وألقى عليها من نوره وضيائه الذي يظهر في وجوه العباد بهجة وسرورا .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " قال ابن عباس رضي الله عنهما : إن للحسنة لنورا في القلب ، وضياء في الوجه ، وقوة في البدن ، وزيادة في الرزق ، ومحبة في قلوب الخلق ، وإن للسيئة لظلمة في القلب ، وغبرة في الوجه ، وضعفا في البدن ، ونقصا في الرزق ، وبغضة في قلوب الخلق .
وهذا أمر محسوس لمن له قلب ، فإن ما في القلب من النور والظلمة والخير والشر يسري كثيرا إلى الوجه والعين ، وهما أعظم الأشياء ارتباطا بالقلب . ولهذا يروى أنه قال : ما أسر أحد بسريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه . وقد يقوى السواد حتى يظهر لجمهور الناس ، "الاستقامة" من أكثر الأعمال تأثيرا في نضارة الوجه ونوره ومنها قيام الليل وقراءة القرآن ، وتعليم الناس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما قيام الليل وقراءة القرآن فتجد ذلك في قوله سبحانه وتعالى - واصفا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - : (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) الفتح.. .وقال السدي : الصلاة تحسن وجوههم . ... وقال بعض السلف : من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار .
وقال أمير المؤمنين عثمان : ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صَفَحَات وجهه ، وفَلتَات لسانه .والغرض أن الشيء الكامن في النفس يظهر على صفحات الوجه ، فالمؤمن إذا كانت سريرته صحيحة مع الله أصلح الله ظاهره للناس ،
كما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : من أصلح سريرته أصلح الله علانيته ." -- أما تعليم حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فتجد ذلك في دعائه صلى الله عليه وسلم لمن يبلغ الناس كلامه بالنضارة ، ( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ ) رواه أبو داود
يقول سفيان بن عيينة رحمه الله :
" ما من أحد يطلب الحديث إلا وفي وجهه نضرة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( نَضَّرَ اللهُ امرأً سمع منا حديثا فبلَّغه ) " رواه الخطيب
وبالجملة فالحسنة والطاعة هي التي تنير الوجه ، وتضيء القلب ، وتشرح الصدر ، وليست آية معينة ، ولا سورة مخصوصة ، بل القرآن الكريم والعمل الصالح بعمومه ، ولا يجوز تخصيص شيء من الدين بفضل خاص إلا بدليل ، وإلا أصاب العبدَ نصيبٌ من الابتداع المذموم
اللهم لك الحمد كما تحب أن تحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق